في موكب جنائزي رهيب ….رحيل هاجر… شهيدة الواجب

في مشهد خاشع يلفّه الحزن والأسى، شيّعت مدينة الخميسات ظهر اليوم جثمان شهيدة الواجب، الأستاذة هاجر أعيادر، وسط حضور مهيب من زملائها في العمل، وأقاربها، وأصدقائها، وكل من عرفها وشهد على نُبل أخلاقها وصدق عطائها. كانت الجنازة لحظة وداع مؤثرة لروح طاهرة أزهقت غدرًا، ولقلب نابض بالحياة توقّف على يد من يفترض أن يكون متدربًا، مسترشدًا بعلمها لا قاتلًا لها.
هاجر، ابنة الثلاثين ربيعًا، كانت تُعدّ من الكفاءات الواعدة في مجال التكوين المهني، تعمل بمركز أرفود، وتحمل بين جوانحها شغفًا حقيقيًا برسالتها، وإيمانًا راسخًا بدورها التربوي والاجتماعي. لم تكن مجرد مكونة فقط، بل كانت رمزًا للتفاني والالتزام، تحرص على أداء رسالتها بتفانٍ، وعلى زرع بذور الأمل في نفوس المتدربين.
لكن يد الغدر اختارت أن تُسدل الستار على هذا العطاء، فانهالت آلة حادة على جسدها، وقبل أن تودع صباحها الأخير، كانت قد كتبت اسمها في سجلّ الشهداء، أولئك الذين سقطوا وهم يؤدون رسالتهم النبيلة.
رحيل هاجر ليس فقط فاجعة لأسرتها الصغيرة، بل هو جرح غائر في جسد الأسرة التكوينية، وضربة موجعة لصورة الأستاذ والمكون، تلك الصورة التي أصبحت في السنوات الأخيرة هدفًا للهجمات والتشهير والتقليل من القدر، في مجتمع بات فيه حاملو الرسالة عرضة للاستهداف بدل التقدير.
هاجر لم تُكمل حلمها، ولم تُمهلها الحياة لتحقّق آمالها ولا آمال عائلتها التي كانت ترى فيها تمثلا للنجاح. رحلت وهي في عنفوان عطائها، رحلت وقلوبنا تنزف معها، لكنها ستظل حيّة في ذاكرتنا، وفي كل لحظة نؤمن فيها بقيمة التعليم وكرامة من يحمله على كتفيه.
نم قريرة العين يا هاجر، فقد أديتِ الأمانة، وستبقين عنوانًا للنبل والوفاء.
إنا لله وإنا إليه راجعون.