أخبار عامةمجتمع

زيارة تضامنية بين مشايخ الصوفية: لقاء المحبة والرحمة في زمن الفتن و الغفلة


في زمن تكثر فيه الضغوط وتتسارع وتيرة الحياة، تبقى القيم الروحية والإنسانية هي الملاذ الآمن للنفوس المتعطشة للسكينة. في هذا السياق، تأتي الزيارة الأخوية التي قام بها فضيلة الشيخ مولاي رزقي كمال الشرقاوي القادري، شيخ الطريقة القادرية الرازقية المباركة، إلى الشيخ الجليل مولاي جمال الدين القادري بودشيش، لتؤكد أن روابط المحبة الصوفية والتضامن الإنساني لا تزال حيةً نابضةً في قلب المجتمع المغربي.


في يوم الخميس الماضي الموافق 10 أبريل 2025، قام الشيخ مولاي رزقي بزيارة خاصة إلى الشيخ مولاي جمال الدين، الذي يخضع حاليًا للعلاج بعد وعكة صحية ألمّت به. هذه الزيارة لم تكن مجرد لقاء عابرًا، بل كانت تجسيدًا حيًا للروابط الروحية العميقة التي تربط بين مشايخ الطرق الصوفية في المملكةالمغربية، والتي تمتد جذورها إلى الجد المؤسس للطريقة القادرية البودشيشية، المجاهد مولاي المختار القادري بودشيش.

خلال الزيارة، عبّر الشيخ مولاي رزقي عن تضامنه القلبي والروحي مع أخيه الشيخ جمال الدين، داعيًا له بالشفاء العاجل والعافية التامة، مؤكدًا أن مثل هذه المحن تكون تطهيرًا للنفوس ورفعةً في الدرجات عند الله .


دلالات الزيارة:

  1. التكافل الروحي:
  • تُظهر هذه الزيارة كيف أن الطرق الصوفية في المغرب تحافظ على نسيج اجتماعي متماسك، قائم على المحبة والتآخي، بعيدًا عن أي انقسامات.
  • العلاقة بين الطريقة القادرية الرازقية والطريقة البودشيشية مثال حي على الوحدة الصوفية التي تجمع تحت مظلتها كل المريدين والمحبين.
  1. دور الصوفية في ترسيخ القيم:
  • في ظل التحولات الاجتماعية والسياسية، تبرز الصوفية كمنارة للوسطية والسلام، تعلي قيم التعاطف والتضامن.
  • مثل هذه الزيارات تُذكر المجتمع بأن الروحانية ليست طقوسًا شكلية، بل سلوكًا عمليًا يعكس الأخلاق النبيلة.
  1. رسالة إلى المجتمع:
  • في وقت تنتشر فيه الأخبار المقلقة والصراعات، يأتي هذا اللقاء ليرسل رسالة مفادها أن المحبة أقوى من كل الخلافات، وأن التكافل الاجتماعي هو أساس بناء الأمم.


أعلنت الطريقة القادرية الرازقية المباركة، عبر لجنة التواصل التابعة لها، تضامنها الكامل مع الشيخ مولاي جمال الدين، ودعواتها الموصولة بأن يمنّ الله عليه بالشفاء التام. كما نوّهت بالمبادرة الإنسانية للشيخ مولاي رزقي، معتبرةً إياها نموذجًا يُحتذى به في العلاقات بين المشايخ والمريدين.


في الختام، تبقى هذه الزيارة التضامنية تذكيرًا بأن القلوب الممتلئة بإيمانٍ صادقٍ ومحبةٍ خالصةٍ لا تعرف حدودًا ولا أمراضًا. إنها دعوةٌ للجميع إلى أن يقتدوا بهذا النموذج من التكافل الروحي والإنساني، خاصة في زمنٍ أصبحت فيه القلوب بحاجةٍ ماسةٍ إلى دفء المشاعر الصادقة ووِحدة الهدف.

فاللهم اشفِ كل مريض، واجمع قلوب أهل المحبة على الخير، واجعلنا من عبادك الذين يُذكّرون بالرحمة حيثما حلّوا.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button