انعقدت يومه السبت 17 الماضي بقصر المؤتمرات الولجة بمدينة سلا، الدورة العادية الثانية للمجلس الوطني لحزب الاستقلال

طبقا لمقتضيات الفصلين 89 و94 من النظام الأساسي للحزب، كما صادق عليه المؤتمر العام الثامن عشر، انعقدت يومه السبت 17 ماي 2025 بقصر المؤتمرات الولجة بمدينة سلا، الدورة العادية الثانية للمجلس الوطني لحزب الاستقلال، والتي ترأس أشغالها الأخ عبد الجبار الرشيدي رئيس المجلس الوطني للحزب، بحضور الأخ نزار بركة Nizar Baraka الأمين العام للحزب إلى جانب الأخوات والإخوة أعضاء اللجنة التنفيذية، فضلا عن المشاركة الوازنة للأخوات والإخوة أعضاء المجلس الوطني.

وبمناسبة هذه المحطة التنظيمية الهامة، تناول الأخ عبد الجبار الرشيدي، رئيس المجلس الوطني للحزب، الكلمة، مبرزا أن انعقاد هذه الدورة العادية الثانية للمجلس الوطني تُشكل محطة أساسية لبرلمان الحزب من أجل مناقشة أبرز القضايا السياسية والتنظيمية الراهنة، واستشراف الرؤى والمواقف بخصوص مستجدات الساحة الوطنية.

كما أكد الأخ الرشيدي أن حزب الاستقلال يعيش دينامية غير مسبوقة منذ انعقاد مؤتمره الثامن عشر، بقيادة الأخ نزار بركة الأمين العام للحزب، بفضل روح التعبئة العالية والحس النضالي المتجدد لمناضلاته ومناضليه، وهو ما مكن الحزب من الخروج من المؤتمر أكثر قوة وتماسكًا ووحدة، واستعاد بفضله وهجه السياسي والتنظيمي والفكري.

واستعرض الأخ رئيس المجلس الوطني أهم المحطات التي أعقبت المؤتمر، مشيرًا إلى أن المجلس الوطني التئم في دورته العادية الأولى يوم 7 دجنبر 2024، حيث تم استكمال البناء المؤسسي للحزب، من خلال المصادقة بالإجماع على النظام الداخلي وميثاق الأخلاقيات والسلوك، إضافة إلى انتخاب رئيس المجلس الوطني وأعضاء لجنتي التحكيم والتأديب، والمراقبة المالية.

وفي السياق ذاته، أعلن الأخ الرشيدي أن قيادة الحزب قررت تنظيم انتخاب أعضاء اللجنة المركزية خلال الدورة المقبلة للمجلس الوطني، بعد استكمال عملية تجديد التنظيمات والروابط، بما يضمن تمثيلية ديمقراطية وفعالة داخل هذه الهيئة الهامة.

وأشار إلى أن هذه الدينامية التنظيمية تتعزز بالاستمرار في تجديد الفروع والتنظيمات الموازية والروابط المهنية، بهدف إعادة ترتيب البيت الداخلي، والانتقال إلى جيل جديد من العمل التنظيمي يُسهم في الرفع من الأداء السياسي للحزب وضخ دماء جديدة في صفوفه.

المرجعية التعادلية ومنظومة القيم في صلب العمل السياسي للحزب

على المستوى الفكري والسياسي، أبرز الأخ عبد الجبار الرشيدي أن حزب الاستقلال يواصل بكل ثقة الاستناد إلى مرجعياته الفكرية والتاريخية، وعلى رأسها أطروحته في التعادلية الاقتصادية والاجتماعية، التي تشكل مرتكزًا رئيسيًا في صياغة مواقفه ومقترحاته سواء على مستوى العمل الحكومي أو البرلماني أو من خلال المبادرات التي يطلقها الحزب.

وتوقف الأخ رئيس المجلس الوطني عند رمزية احتفاء الحزب بالذكرى 51 لوفاة الزعيم علال الفاسي، التي نُظّمت تحت شعار “منظومة القيم عند علال الفاسي”، مبرزًا أن الأمر لا يتعلق بترف فكري، بل بتأكيد صريح على أهمية إسناد الفعل العمومي والحزبي بمنظومة قيمية متماسكة، تعمل على تحصين الإنسان المغربي من الانزلاقات اللا أخلاقية، وتعزز تماسك الأسرة والمجتمع على أسس التعاون والتضامن والتآزر.

وشدد الأخ الرشيدي على أن الخطاب السياسي لحزب الاستقلال يضع القيم في صلب انشغاله، من خلال مواجهة مختلف مظاهر الفساد والانحراف، سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا، وهو ما يُترجم الحضور الوازن للحزب داخل المشهد السياسي الوطني، ويؤكد موقعه كقوة اقتراحية مسؤولة.

ورش التخليق مدخل أساسي لإعادة الثقة

وفي معرض حديثه عن التحديات التي تواجه العمل السياسي، أكد الأخ عبد الجبار الرشيدي أن إعادة الاعتبار للعمل السياسي واسترجاع الثقة في المؤسسات المنتخبة، وتقوية المشاركة السياسية للمواطنين، يمر حتماً عبر النهوض الجاد بورش تخليق الحياة العامة، وتخليق الممارسة السياسية والعمل الجماعي، مع ربط المسؤولية بالمحاسبة، وتكريس مبادئ الشفافية والنزاهة.

كما دعا إلى تعزيز الانفتاح على الشباب وتجديد النخب وتمكينها من لعب أدوارها في قيادة العمل السياسي والاقتصادي والاجتماعي، بما يضمن الاستمرارية والابتكار وتجديد أدوات الفعل السياسي.

في ختام كلمته، وجه الأخ عبد الجبار الرشيدي تحية تقدير وعرفان لكافة عضوات وأعضاء المجلس الوطني، مثمنًا تعبئتهم المستمرة وانخراطهم المسؤول في إنجاح مختلف المبادرات والأوراش التي يطلقها الحزب، بما يعزز مكانته داخل المشهد الوطني ويؤهله لمواصلة أداء أدواره التاريخية والتنموية.

Exit mobile version