أخبار دوليةصوت وصورةمجتمع

لقاء روحي يجمع المغرب وإفريقيا: الشيخ رزقي كمال الشرقاوي يلتقي رئيسة المعهد الوطني للمرأة في بنين

في أجواءٍ مشبعة بالودّ الروحي والتبادل الثقافي، شهدت جمهورية الكونغو الديمقراطية لقاءً مميزًا جمع بين سماحة الشيخ المربي سيدي رزقي كمال الشرقاوي القادري، أحد أبرز وجوه التصوف المغربي، والسيدة هوغيت بوكبي غناكادجا، رئيسة المعهد الوطني للمرأة برئاسة جمهورية بنين.

لقاءٌ قاده التقدير الروحي

رغم أن جدول السيدة غناكادجا لم يكن يسمح بالمشاركة في الفعاليات، إلا أن خبر حضور الشيخ الشرقاوي دفعها إلى تغيير خططها والتوجه خصيصًا للقائه، في خطوة تعكس المكانة الروحية والعلمية التي يحظى بها الشيخ في الأوساط الإفريقية والدولية. وقد عبّرت عن تقديرها العميق لرسالته الصوفية التي تجسّد التسامح والحكمة، مؤكدةً أن “النور الروحي حين يكون أصيلًا، لا تعوقه الحدود الجغرافية ولا الثقافية”.

دور الزوايا المغربية في ترسيخ السلم الإفريقي

ناقش اللقاء، الذي تميز بجوٍّ من الألفة والتفاهم، دور الزوايا والمدارس الصوفية المغربية في تعزيز الاستقرار الروحي والاجتماعي في إفريقيا، لا سيما عبر نشر قيم الاعتدال والتآخي. كما تطرق الطرفان إلى الجهود التي تبذلها المملكة المغربية، من طنجة إلى الصحراء، لدعم التوازن الروحي والتنمية المستدامة في القارة، انطلاقًا من إرثها التاريخي كجسر بين الثقافات.

تصوف مغربي برؤية إفريقية

يمثل هذا اللقاء نموذجًا للتفاعل بين التراث الصوفي المغربي الأصيل والرؤى التحديثية الإفريقية، خاصة في مجال تمكين المرأة ودورها القيادي. فالشيخ الشرقاوي، بوصفه سفيرًا للطريقة القادرية الرزاقية، يجسّد امتدادًا للتصوف المغربي الذي يجذب مريديه من مختلف أنحاء العالم، بينما تمثل السيدة غناكادجا صوتًا نسويًا فاعلًا في بناء مجتمعات إفريقية متوازنة.

رسالة تتجاوز الحدود

اختتم اللقاء بتأكيد الطرفين على أن “الرسالة الروحية الصادقة قادرة على لمس القلوب قبل العقول”، وهو ما يعكس فلسفة التصوف المغربي القائم على المحبة والإرشاد. هذا اللقاء ليس مجرد حدث عابر، بل تأكيدٌ على أن المغرب، بزواياه وعلمائه، يظلّ حاضنًا للقيم الإنسانية ورافدًا للسلام في إفريقيا والعالم.


خاتمة: في زمن تتصاعد فيه الخطابات المتشددة، يبرز هذا اللقاء نموذجًا للتواصل الحضاري القائم على الحكمة والاحترام، ليثبت أن إفريقيا بقيمها الروحية وقادتها المتنورين قادرة على صناعة مستقبلٍ ينبذ الفرقة ويعانق الوحدة.

Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button