“من أعماق البحر إلى عمق التقنية: رحلة مهندس تحلية المياه من هونغ كونغ إلى المغرب”

في غرفة التحكم بمحطة تحلية مياه البحر، يقف المهندس المسؤول، كمن يقود سفينة في بحر واسع. تركز عيناه على الأرقام والرسوم البيانية على الشاشات، بينما يتجول ذهنه في عالم آخر مليء بأسرار البحر العميقة.
عندما سُئل عن سبب اختياره لدراسة تحلية المياه في فرنسا وإسبانيا، أجاب بحماس: “أنا عاشق للبحر، وأستمتع بقضاء عطلات نهاية الأسبوع في مياهه وممارسة الصيد بالغوص.”
إن شغف هذا المهندس بالبحر دفعه للانتقال من عالمه الواسع إلى مجال تحلية مياهه في محطة الدويرة بمنطقة إنشادن في إقليم اشتوكة آيت باها. كما عبر هو بنفسه، كان هذا الانتقال بمثابة عبور من بحر إلى آخر، من هونغ كونغ إلى المغرب.
عبد السلام جوليد، المدير الجهوي للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بجهة سوس ماسة، وصف المهندس بـ”الكفاءة البارزة” في المحطة، معتبراً إياه أحد الخبراء القادرين على مواجهة أي تحدٍ في تشغيل المحطة بفضل خبرته الواسعة وعلاقاته الدولية.
تجسد هذه القصة شغف المهندس وحبه للبحر، وهي تعكس الجهود المستمرة للكفاءات المغربية التي تحافظ على هذا المورد الثمين، في زمن أصبح فيه كل قطرة ماء لها قيمة خاصة.