الجزائر بين سياسة البترودلار و هدر أموال الشعب والرهانات الخاسرة على قضية الصحراء المغربية

سياسة الجزائر الخارجية، وخاصة ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، تمثل واحدة من أكثر الملفات إثارة للجدل. منذ عقود، تبنت الجزائر موقفًا داعمًا لجبهة البوليساريو، مستثمرة موارد مالية ضخمة في هذا الصراع، سواء من خلال تمويل الحركات الانفصالية أو الترويج لأطروحاتها على الساحة الدولية.

هدر أموال الشعب الجزائري

  1. تمويل البوليساريو: تشير تقارير إلى أن الجزائر تنفق مليارات الدولارات لدعم البوليساريو، سواء عبر المساعدات المباشرة أو تأمين الدعم الدبلوماسي.
  2. استثمارات في حملات دعائية: تقوم الجزائر بتمويل حملات إعلامية ودبلوماسية تهدف إلى كسب التأييد الدولي لأطروحة الانفصال.
  3. الإهمال الداخلي: في المقابل، يعاني الشعب الجزائري من تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة، بما في ذلك البطالة، نقص التنمية، وتردي الخدمات الأساسية. هذا التناقض يثير غضب قطاعات واسعة من الجزائريين.

الرهانات الخاسرة

  1. تحولات الموقف الدولي: على مدى السنوات الأخيرة، شهدت قضية الصحراء المغربية تحولات كبيرة على المستوى الدولي، حيث أصبح هناك اعتراف واسع بمغربية الصحراء، خاصة بعد اعتراف الولايات المتحدة في 2020.
  2. فشل الاستراتيجيات التقليدية: رغم الأموال التي تنفقها الجزائر، لم تنجح في تحقيق اختراقات ملموسة على الساحة الدولية، إذ إن المبادرة المغربية للحكم الذاتي باتت تحظى بدعم متزايد من دول كبرى ومنظمات دولية.
  3. عزلة دبلوماسية: بينما تعزز المغرب شراكاته الاقتصادية والسياسية مع قوى عالمية، تبدو الجزائر معزولة نسبيًا، مع تراجع تأثيرها في القارة الإفريقية.

نظرة مستقبلية

استمرار الجزائر في هذا النهج يعمق أزمتها الداخلية، ويضعها في مواجهة استحقاقات سياسية واقتصادية كبرى. بالمقابل، يواصل المغرب تعزيز مواقفه من خلال استراتيجيات مبتكرة تعتمد على التنمية الاقتصادية والدبلوماسية البناءة.

الخلاصة

الرهان على قضية الصحراء المغربية هو استنزاف مزدوج للموارد الوطنية الجزائرية والمصداقية الدبلوماسية، مما يجعل من الضروري للجزائر مراجعة سياساتها بما يخدم مصالح شعبها بدلًا من هدر ثرواته على رهانات خاسرة.

Exit mobile version