نشطاء أمازيغ يحتجون على استضافة شخصية مثيرة للجدل في الدشيرة: دعوات لتغليب صوت الاعتدال واحترام الثقافة المحلية

تشهد مدينة الدشيرة الجهادية في الأيام الأخيرة موجة من الغضب والاحتجاجات تقودها فعاليات أمازيغية ونشطاء حقوقيون، على خلفية إعلان جمعية محلية استضافة أحد المحسوبين على التيار المتشدد لإلقاء محاضرة دينية.
النشطاء اعتبروا أن هذه الخطوة تشكل استفزازًا لمشاعر ساكنة سوس، خاصة وأن المدعو سبق له أن صدرت عنه تصريحات اعتبرت مهينة للأمازيغية وللهوية الأمازيغية، مما يطرح علامات استفهام حول دوافع الجمعية المنظمة ومدى احترامها لخصوصيات المنطقة الثقافية والدينية.
ويقول أحد النشطاء المحليين: “كان من الأجدر استضافة شخصية دينية من علماء سوس المعروفين بالاعتدال والفصاحة في الأمازيغية، أمثال الشيخ مصطفى الهلالي، الذي يُعد نموذجًا يُحتذى به في الجمع بين العلم والوسطية والانتماء الصادق لثقافة المنطقة”.
المحتجون لم يخفوا خشيتهم من أن تؤدي هذه الخطوة إلى توترات محلية، خاصة في ظل الاحتقان الذي تشهده الساحة الثقافية بسبب ما يعتبره البعض “محاولات ممنهجة لطمس الخصوصية الأمازيغية عبر واجهة دينية متشددة”.
وفي هذا السياق، دعا النشطاء الجمعية المنظمة إلى إلغاء المحاضرة، تفاديًا لأي تشنجات قد تضر بالسلم الاجتماعي المحلي، مؤكدين أن هذه الدعوة لا تمثل تحريضًا، بل هي دعوة صريحة لتجنيب المنطقة أسباب الفتنة والانقسام.
كما شددوا على أن “التطرف الديني لا مكان له في سوس الأمازيغية، ولا في المغرب عمومًا، الذي عرف عبر تاريخه بالتسامح والتعايش الديني والثقافي”، مطالبين المسؤولين محليًا وجهويًا بالتدخل للحفاظ على التوازن الثقافي والديني بالمنطقة، واحترام تطلعات الساكنة في حماية هويتهم ولغتهم.
الموقف الأمازيغي الرافض لهذه الاستضافة يأتي في إطار يقظة مدنية متنامية تسعى للحفاظ على روح الاعتدال والانفتاح التي طبعت سوس عبر القرون، وتؤكد أن الدفاع عن الخصوصيات الثقافية لا يتنافى مع احترام الدين، بل يعززه من خلال رموزه المعتدلين.