تفكيك شبكة دولية لتهريب الحشيش بين المغرب وإسبانيا: ضبط 20 طناً واعتقال 20 شخصاً
إعداد وتحرير: سيداتي بيدا
أعلنت الشرطة الإسبانية، في بيان رسمي، عن تفكيك شبكة دولية متخصصة في الاتجار وتهريب الحشيش، وذلك في عملية أمنية نوعية نُفذت بالتنسيق مع السلطات المغربية، بعد تحقيقات دقيقة استمرت عدة أشهر وتبادل مكثف للمعلومات بين الطرفين.وأوضحت الشرطة أن العملية أسفرت عن ضبط نحو 20 طناً من الحشيش كانت مخبأة بإحكام داخل شاحنات مبردة معدّة لنقل المواد الغذائية، في محاولة لتضليل أجهزة المراقبة وتجاوز نقاط التفتيش. كما تم اعتقال 20 شخصاً يشتبه في انتمائهم إلى الشبكة الإجرامية، بينهم عناصر يُعتقد أنهم يشكلون الحلقة المركزية في التنظيم.وأشارت التحقيقات إلى أن الشبكة كانت تنشط عبر خط بحري وبري يربط السواحل الشمالية للمغرب بجنوب إسبانيا، مستغلة ممرات تجارية ومناطق تخزين في ضواحي مدن أندلسية مثل ألميريا ومالقة، حيث كانت الشحنات تُعاد توزيعها نحو وجهات أوروبية مختلفة.الشرطة الإسبانية أكدت في بيانها أن العملية جاءت ثمرة تعاون أمني وثيق مع المديرية العامة للأمن الوطني بالمغرب، مشيدة بالمستوى العالي من التنسيق وتبادل المعلومات الذي مكّن من تحديد مسارات التهريب وتعقب قادة الشبكة داخل وخارج الأراضي الإسبانية.وشملت العملية، التي وُصفت بأنها من أضخم الضربات الأمنية ضد تهريب المخدرات في السنوات الأخيرة، حجز عدد من المركبات الفارهة والأسلحة النارية والمبالغ المالية التي وُجدت بحوزة الموقوفين، إلى جانب أجهزة اتصال متطورة استُخدمت في التنسيق بين أفراد الشبكة.وأكدت الشرطة أن التحقيقات ما تزال متواصلة تحت إشراف القضاء الإسباني لتحديد باقي المتورطين المحتملين في هذه الشبكة، سواء داخل إسبانيا أو في بلدان أخرى يُعتقد أن لها صلة بخطوط التمويل والتوزيع.من جهتها، ثمّنت مصادر أمنية مغربية هذا التعاون، معتبرة أن العملية تجسد عمق الشراكة الاستراتيجية بين الرباط ومدريد في مجال مكافحة الجريمة المنظمة والاتجار الدولي بالمخدرات، مشيرة إلى أن التنسيق المشترك بين الأجهزة الأمنية في البلدين أسفر خلال السنوات الأخيرة عن إحباط عدد من المحاولات الكبرى لتهريب المخدرات عبر البحر المتوسط.ويُذكر أن شبكات الاتجار بالمخدرات باتت تعتمد أساليب أكثر تعقيداً في التمويه والنقل، مستفيدة من التطور التكنولوجي وشبكات النقل الحديثة، ما يجعل التعاون الدولي بين الأجهزة الأمنية عاملاً حاسماً في التصدي لهذه الظاهرة العابرة للحدود.
