أخبار عامة

مشروع تجديد أسطول سيارات الأجرة بسوس ماسة.. خطوة نحو نقل حضري عصري ومستدام


أكادير –

في خطوة نوعية تهدف إلى الارتقاء بجودة خدمات النقل الحضري وشبه الحضري، أطلقت السلطات المحلية بجهة سوس ماسة مشروعا طموحا لتجديد أسطول سيارات الأجرة من الصنفين الأول والثاني، وذلك على مرحلتين أساسيتين تراعيان الخصوصيات الجغرافية والاجتماعية للمنطقة.

المرحلة الأولى من المشروع، التي انطلقت بمدينة أكادير كنموذج أولي، تركز على تمويل وتجديد سيارات الأجرة من الصنفين الأول والثاني عبر دعم مالي موجه للسائقين والمهنيين الراغبين في استبدال سياراتهم القديمة بأخرى جديدة، أكثر أمانا واقتصادا في استهلاك الوقود وأقل تلويثا للبيئة.

أما المرحلة الثانية، فتتمثل في توسيع التجربة تدريجيا لتشمل مختلف عمالات وأقاليم جهة سوس ماسة، مثل إنزكان آيت ملول، تيزنيت، تارودانت، شتوكة آيت باها وطاطا، مع إدماج شركاء إضافيين من القطاعين المالي والتقني، من أجل ضمان استدامة المشروع وتحقيق أثره الاقتصادي والاجتماعي.

ويأتي هذا البرنامج في سياق وطني عام يسعى إلى تحديث قطاع النقل العمومي، الذي يعاني من عدة إكراهات هيكلية، خاصة في المناطق الجنوبية والوسطى من المملكة.

في هذا السياق، يعاني قطاع سيارات الأجرة في جهة سوس ماسة من تحديات كبيرة، أبرزها قدم الأسطول، حيث تجاوز عمر العديد من السيارات عشر سنوات، ما يؤدي إلى زيادة الانبعاثات الملوثة، وارتفاع تكاليف الصيانة، وتراجع مستوى الراحة والسلامة بالنسبة للركاب.

كما يشكو المهنيون من نقص في البنية التحتية الملائمة مثل محطات التوقف والتزود، إلى جانب تفاوت جودة الخدمات بين الوسطين الحضري والقروي، وهو ما يدفع العديد من المواطنين إلى اللجوء إلى النقل السري وغير المنظم.

ومن جهة أخرى، يسجل المهتمون بالشأن المحلي نقصا في برامج التكوين والتأهيل المهني للسائقين في مجالات السلامة الطرقية والتعامل مع الزبناء، ما يحد من فعالية القطاع ويزيد من مخاطر الحوادث.

ويرى متتبعون أن هذا المشروع يشكل فرصة حقيقية لإعادة هيكلة قطاع سيارات الأجرة بالجهة، من خلال إدخال معايير جديدة للنقل المستدام، وتشجيع السائقين على اقتناء سيارات هجينة أو كهربائية في المدى المتوسط، انسجاما مع التوجهات الوطنية في مجال الطاقات النظيفة وحماية البيئة.

كما يتوقع أن يسهم البرنامج في تحسين صورة النقل العمومي، وتعزيز الثقة بين المهنيين والمواطنين، وخلق فرص جديدة للشغل عبر سلسلة التوريد والصيانة والتكوين.

ويؤكد مسؤول محلي أن هذا الورش “ليس مجرد عملية استبدال سيارات قديمة بأخرى جديدة، بل هو مشروع تنموي متكامل يهدف إلى تحسين جودة الحياة في المدن والقرى، ودعم المهنيين الصغار، والحد من التلوث، وتعزيز السلامة الطرقية”.

وبينما تتواصل أشغال المرحلة التجريبية في مدينة أكادير، ينتظر أن تعلن السلطات الجهوية عن خطة التعميم الرسمي خلال الأشهر المقبلة، لتتحول التجربة إلى نموذج يحتذى به وطنيا في مجال النقل الحضري المستدام.


Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button