أخبار عامة

حرب رقمية ناعمة.. كيف يقود النظام الجزائري حملة منظمة لتشويه المغرب عبر الفضاء الافتراضي؟


منذ سنوات، تخوض الجزائر حربًا غير معلنة ضد المغرب، ليست هذه المرة بالدبابات أو الصواريخ، بل عبر سلاحٍ جديد أكثر خطرًا وأشد تأثيرًا: الفضاء الرقمي.
فقد كشفت معطيات متطابقة، استقتها مصادر مطّلعة، أن أجهزة جزائرية متخصصة في “الحرب السيبرانية” شرعت منذ مطلع العقد الحالي في تنفيذ استراتيجية ممنهجة تروم اختراق الوعي الجمعي المغربي عبر أدوات التواصل الاجتماعي، من خلال تمويل حملات نفسية وإعلامية تستهدف تشويه صورة المغرب ومؤسساته.

🕵️‍♂️ شراء صفحات مغربية بوساطة أوروبية

تؤكد التحقيقات أن المرحلة الأولى من هذه الاستراتيجية قامت على شراء صفحات مغربية مؤثرة على منصات “فيسبوك” و“إنستغرام”، خصوصًا تلك التي تمتلك جماهير واسعة داخل المغرب.
عمليات الشراء هذه جرت، بحسب نفس المصادر، في منتديات مغلقة مخصصة لتجارة الصفحات، عبر وسطاء مقيمين في أوروبا، مقابل مبالغ مالية “خيالية” وصلت أحيانًا إلى عشرات آلاف الدولارات للصفحة الواحدة.
وكان الشرط الأساسي أن تكون الصفحة مغربية مائة في المائة، من حيث اللهجة والجمهور، لتُستغل لاحقًا في تمرير رسائل سياسية موجّهة، أو في تضخيم قضايا داخلية وإلباسها طابعًا من السخط الشعبي.

🎮 “ديسكورد”.. منصة التجنيد الخفية

تُظهر المعطيات الأولية أن الانطلاقة الأولى للحملة جرت على منصة “ديسكورد”، حيث تم استقطاب أطفال ومراهقين مغاربة عبر مجموعات ألعاب إلكترونية، قبل توجيههم تدريجيًا نحو فضاءات ذات طابع سياسي أو ساخر تستهدف الرموز الوطنية والمؤسسات السيادية.
هذه الخطوة وُصفت من طرف الخبراء بأنها “مرحلة الإعداد النفسي”، إذ تعتمد على بناء الثقة أولًا داخل مجتمعات افتراضية بريئة المظهر، قبل توجيهها نحو أجندة خفية.

🐝 الذباب الكرغلي.. بلهجة مغربية

في المرحلة الثانية، عملت الخلايا الجزائرية على تكوين شبكة من الحسابات الوهمية الناطقة باللهجة المغربية، مدرَّبة على تقليد أساليب التعبير المحلية بدقة لإخفاء هويتها الأصلية.
هذه الحسابات تم تسليحها بخوارزميات جاهزة للنشر المتزامن والتعليق الساخر، بهدف إغراق المنشورات الوطنية بفيضٍ من التفاعلات السلبية والإيموجيات المستخفّة، لخلق انطباع زائف بوجود سخطٍ شعبي واسع.
وبمرور الوقت، انخرط بعض المعلقين المغاربة العاديين في هذه الموجة، مقلّدين الخطاب العدواني نفسه، دون إدراك أن مصدره خارجي بالكامل.

⚽ تشويه النجاحات المغربية

لم تتوقف الحملة عند السياسة أو الخطاب الرمزي، بل توسعت لتطال النجاحات المغربية في مجالات الرياضة والتنمية.
فكلما نُشرت معطيات حول مشاريع كبرى كالمستشفيات الجامعية، أو الموانئ، أو إنجازات المنتخبات الوطنية، تسارع الذباب الإلكتروني إلى نفيها أو السخرية منها، باستخدام المفردات نفسها التي يتبناها الإعلام الجزائري الرسمي مثل: “فوتوشوب”، “البروباغاندا المخزنية”، وغيرها من المصطلحات المتكررة.

⚠️ حرب بلا رصاص.. وخطر على الوعي الوطني

الخبراء في أمن المعلومات يرون أن ما يجري ليس مجرد نشاط إلكتروني معزول، بل حرب رقمية متكاملة تُدار من غرف عمليات في الجزائر وأوروبا، بأهداف محددة: ضرب الثقة في المؤسسات، وبث الشك بين المواطن ودولته، وتشويه الرموز الوطنية.
إنها حرب من نوعٍ جديد، تُستخدم فيها الكلمة والصورة والتعليق كسلاحٍ لتقويض المعنويات بدل الجيوش التقليدية.

🔒 الحاجة إلى جبهة رقمية مغربية

ورغم خطورة ما يجري، إلا أن المغرب لا يزال في حاجة إلى بناء جبهة رقمية وطنية متماسكة، تشمل الإعلاميين والمدونين والفاعلين الرقميين، للتصدي لهذه الحملات المنسقة، عبر تعزيز التكوين الرقمي، ورفع الوعي بمخاطر التضليل الإلكتروني، وتطوير أدوات الرصد والتحليل.

فـ“الذباب الكرغلي” لم يعد مجرد مصطلحٍ ساخر على مواقع التواصل، بل مشروع دولة يسعى لتقويض روح أمةٍ أثبتت، عبر التاريخ، أن قوتها الحقيقية لا تكمن في المظاهر، بل في وحدتها وإيمانها بعدالة قضاياها.


Related Articles

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button