البيعة ودورها في الحفاظ على وحدة الامة و استمرارها

إن السيادة المغربية تكمن في العرش الملكي وجلالة الملك الذي يجسد وحدة الأمة واستقرارها. تاريخياً، تعود هذه السيادة إلى فترة تأسيس الدولة العلوية في المغرب، التي بدأت بمبايعة السلطان مولاي محمد بن الشريف الحسني السجلماسي في مدينة فاس حوالي عام 1050 هـ / 1640 م.
تأسيس الدولة العلوية:
تأسست الدولة العلوية الشريفة على يد السلطان مولاي محمد بن الشريف الحسني، الذي اعتُبر مؤسس السلالة العلوية في المغرب. وكان السلطان مولاي محمد بن الشريف من سلالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مما منح سلالته شرعية دينية قوية. بايع أهل فاس، بما فيهم الفقهاء والعلماء والأعيان ورجال الإمارة، السلطان الجديد، مما أعطى البيعة صفة الشرعية والقوة.
أهمية البيعة:
البيعة في المغرب كانت ولاتزال عملية أساسية للتأكيد على الشرعية الملكية. في حالة السلطان مولاي محمد، كانت البيعة تشمل نوعين:
- البيعة الخاصة: تمت عبر ممثلي أهل الحل والعقد من الفقهاء والعلماء والأعيان. هؤلاء كانوا يمثلون النخب الدينية والعلمية، وهم من يساهمون في منح الشرعية للسلطة الجديدة.
- البيعة العامة: شملت الفئات المجتمعية المختلفة والقبائل التي جاءت لتؤكد ولاءها واعترافها بالسلطة الجديدة. هذه البيعة كانت تعبيراً عن رضا المجتمع وقبوله بالسلطان كحاكم شرعي.
دور العرش في الحفاظ على الوحدة الترابية:
منذ تأسيس الدولة العلوية، تميز العرش الملكي بدور محوري في الحفاظ على وحدة المغرب، سواء عبر توحيد المناطق المتفرقة أو مواجهة التحديات الداخلية والخارجية. الملك في المغرب ليس فقط رمزاً للسيادة، بل أيضاً شخصية محورية في الحفاظ على الأمن والاستقرار.
العرش كرمز للتلاحم الوطني:
العرش الملكي يعد رمزاً للتلاحم الوطني والتماسك الاجتماعي، وهو ما يعزز من قدرة المغرب على مواجهة التحديات المختلفة. البيعة التاريخية لمولاي محمد بن الشريف ومكانته في التاريخ المغربي تجسد العلاقة المتينة بين الملك والشعب.
الاستمرارية والشرعية:
الأسرة العلوية استمرت في حكم المغرب عبر القرون، مما يعكس استمرارية شرعية الحكم ودعمه الشعبي. البيعة التي تمت في فاس شكلت الأساس لتقاليد بيعة الملوك في المغرب، التي تستمر حتى اليوم.
في الختام، يظل العرش الملكي في المغرب رمزاً للوحدة والسيادة، ويعكس التاريخ العميق للعلاقة بين الملك والشعب منذ تأسيس الدولة العلوية وحتى العصر الحديث.